خبراء عسكريون “للمسيرة”: العدو يعيش في غرف عمليات لا تهدأ بفعل العمليات اليمنية
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
28 يونيو 2025مـ – 3 محرم 1447هـ
أفاد الخبير العسكري اللبناني العميد علي أبي رعد أن الكيان الصهيوني بات اليوم في حالة عدم توازن شامل على المستويين العسكري والمجتمعي، وذلك نتيجة للضربات المتتالية التي يتلقاها من مختلف جبهات المقاومة، لا سيما من اليمن، وإيران.
وفي حديثه لقناة المسيرة أوضح أبي رعد أن جيش الاحتلال يعيش حالة إنهاك غير مسبوقة، لافتًا إلى أن المؤسسة العسكرية التابعة للعدو الإسرائيلي تعاني من ضعف في الإنتاج، وعجز بشري تجاوز 7.3%، نتيجة تمديد خدمة جنود الاحتياط أكثر من أربع مرات خلال 20 شهرًا من القتال، لافتاً إلى أن نظام “مقلاع داوود” الدفاعي، الذي تم تطويره بالشراكة مع الولايات المتحدة، كلف الأخيرة أكثر من 10 مليارات دولار عام 2024 فقط، ما يوضح حجم الاعتماد الإسرائيلي على الخارج في تمويل أمنه وبقائه.
وتحدث أبي رعد عن تدهور العلاقة بين المغتصبين وحكومة المجرم نتنياهو، لافتاً إلى أن طريقة تعامل شرطة الاحتلال مع المتظاهرين مؤخراً تعكس حجم الاحتقان الداخلي والتصدع المجتمعي.
ولفت إلى أن المجتمع الصهيوني المحتل يعاني من حالة تفكك داخلي، وتراجع الإيمان بشرعية الحرب، حتى بين أهالي الجنود أنفسهم، منوهًا إلى أن المقاومة الفلسطينية كبدت الاحتلال، خلال أسبوع واحد فقط، أكثر من 20 عملية موجعة، ما أثار سخطًا متزايدًا داخل كيان العدو، وسط تآكل في دعم الرأي العام المحلي لسياسات الحرب.
وعن تصاعد العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة أوضح العميد أبي رعد أن الضربات اليمنية الدقيقة، إلى جانب الضربات الإيرانية قلبت موازين المعركة بالكامل، مشيرًا إلى أن صواريخ تُطلق من مسافة تتجاوز 2100 كيلومتر، وتصل إلى بئر السبع وأبعد، تشكّل سابقة في الصراع مع الاحتلال.
من جانبه، أكد الخبير في الشؤون العسكرية العميد عزيز راشد أن استمرار الضربات العسكرية المتعددة لمحور المقاومة، خاصة من اليمن، يضع الكيان الصهيوني في حالة استنزاف دائم، مشددًا على أن العدو يعيش في غرف عمليات لا تهدأ.
وفي حديثه مع قناة المسيرة، أشار راشد إلى أن العمليات العسكرية اليمنية المتقنة، التي تعتمد على الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، تواصل استهداف البنية التحتية الحيوية للكيان، بما فيها المواقع الخاصة بالاتصالات ونظم التحكم بالكمبيوتر والطائرات والأقمار الصناعية، مما أدى إلى شلل شبه كلي في القيادة العسكرية للعدو الإسرائيلي.
وأوضح أن الضربات الإيرانية أظهرت حجم التشابك الغربي في حماية الكيان، حيث تدخلت طائرات بريطانية من قبرص لاعتراض الصواريخ، بينما حلقت طائرات أردنية لمحاولة إسقاط المسيّرات، مؤكدًا أن هذه المنظومة الدفاعية المكلفة فشلت في إيقاف الموجات المتلاحقة من الهجمات.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي بات يعمل بحرية في الأراضي السورية، بموافقة ضمنية من الجماعات المسلحة المتواجدة هناك، وخصوصًا في منطقة جبل الشيخ، معتبرًا أن هذا تحول خطير يكشف تواطؤًا إقليميًا واضحًا مع الكيان، لافتاً إلى أن امتلاك المقاومة للصواريخ الفرط صوتية والبالستية الذكية يؤهلها لضرب العمق الصهيوني متجاوزة منظومات الدفاع الجوي الأمر الذي ينهي ميزان الصراع التقليدي.
وفي السياق ذاته، بين أن اليمن طوّر صواريخ بحمولة تصل إلى طن، مع استمرار التعبئة العامة والقدرة الابتكارية في الإنتاج العسكري، مؤكدًا أن هذه الأسلحة تُمثّل ضغطًا عسكريًا وسياسيًا هائلًا على كيان الاحتلال.
ووفقا لراشد فأن الأثر الأهم للعمليات العسكرية هو تفكك الجبهة الداخلية الإسرائيلية، مشيرًا إلى تراجع تأييد الجمهور للعدوان، وانخفاض الدعم الشعبي من 80% إلى أقل من النصف بعد أيام فقط من تصاعد العمليات.