رايات الفوز تغطّي سُوْحَ إيران والمعتدون يندبون هزيمة و”هيبة” محطَّمة: انتصرنا.. وأيدينا على الزناد
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
24 يونيو 2025مـ – 28 ذي الحجة 1446هـ
إيران تُعيد رسم خارطة الردع وتعلن بداية النهاية للهيمنة الأمريكية – الإسرائيلية، مِن موقع مَن حسم المعركة وقلب الطاولة على رؤوس المخطّطين.
خاص| عبدالقوي السباعي| المسيرة نت: في مشهدٍ احتفالي مهيب، اجتاحت شوارع طهران والمدن الإيرانية، مسيرات وفعاليات، علت فيها الهُتافات، ورفرفت الأعلامُ وصورُ القادة الشهداء، وتجلّت مشاعرُ النصر في وجوه الملايين.
ومن “ساحة الثورة” بطهران، حَيثُ خرج الملايين مقدِّرين ومثمنين جهود قواتهم المسلحة في مواجهة جرائم الكيان الصهيوني وردع الاعتداء على أراضي الجمهورية الإسلامية، وداعين إلى اليقظة تجاه أي عمل غادر من عدوٍّ دومًا ناكث.
احتفالٌ جاء بمثابة إعلان شعبي ورسمي عن تراجع مشروع الهيمنة الغربية في المنطقة، عقبَ سقوط “تحالف الشر الأمريكي-الإسرائيلي-الغربي” في فخ حساباته الخاطئة.
إذ تصور هذا التحالف أن اللحظة قد حانت لتوجيه ضربة قاضية إلى قلب الجمهورية الإسلامية في إيران؛ سعيًّا لإدخَال المنطقة برمتها في نفق “العصر الصهيوني” المظلم، عصر التبعية والخنوع والتفكك.
بيد أن إيران، وكما كان يراها كُـلّ الخبراء والمحللين على مختلف شاشات التلفزة؛ لم تكن في موقع الدفاع؛ بل كانت في موقع من يحسم المعركة ويقلب الطاولة على رؤوس المخطّطين.
منذ اليوم الأول للعدوان، تكبدت إيران خسائر موجعة، لكنّ المفاجأة الكبرى كانت في سرعة امتصاصها للضربة، وتحولها السريع إلى الهجوم المضاد.
ومن مِنصة الجراح، انطلقت طهران لتلحق بالعدوّ الإسرائيلي عمليات متنوعة ومتعددة الموجات (صاروخية – مسيّرات انقضاضية) موجعة؛ لم تكن تخطر على بال جنرالات الحرب في يافا المحتلّة (تل أبيب) ولا في دهاليز المكر بواشنطن.
في المشهد؛ حين شعر الأمريكيون بأن الكيان الصهيوني على وشك الانهيار الكامل، تقدّم ترامب بنفسه إلى الواجهة، ظنًا منه أن تدخله سيكون كفيلًا بإركاع إيران.
وفي تضخيم إعلامي غير مسبوق؛ أرسل ترامب حاملاته وطائراته وهيأ قواعده ليعيد ولو جزءًا من “هيبة أمريكا”، غير أن الرد الإيراني لم يتأخر، صواريخ طهران دكّت قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر، كأكبر صفعة مباشرة لواشنطن منذ عقود.
والرسالة -كما قال الرئيس بزشكيان- “لم تكن استهدافًا لقطر ولا لشعبها”؛ بل كانت تحطيمًا لـ”هيبة أمريكا” أمام الداخل الأمريكي والعالم أجمع؛ إذ لم يتوقع أحد في البيت الأبيض أن تتجرأ دولة في المنطقة على مهاجمة أكبر قواعده الجوية، لكن إيران فعلتها.
استهداف جريء ومحسوب أظهر هشاشة العملاق الأمريكي أمام إرادَة لا تُقهر -ووفقًا لمراقبين- لم تكن طهران قد بدأت بعدُ بتصعيدها الأقصى؛ إذ تتابعت العمليات الانتقامية فأثخنت في (تل أبيب وبئر السبع).
ليعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن العريف “إيتان زاكس” (18 عامًا)، من بئر السبع، جندي في تدريب قتالي بالوحدة متعددة الأبعاد “888”، سقط نتيجة آخر هجوم صاروخي أطلق من إيران؛ لتختم بها الجمهورية الإسلامية رسائل النار، معلنةً نهاية الحرب وفق توقيت إيران لا توقيت البيت الأبيض.
الرئيس الإيراني أكّـد أن استهداف “العديد” لم يكن رسالة دمار؛ بل رسالة ردع ذكية، وفسّر أكاديميو طهران ذلك بأنه إعلان عملي بأن إيران تستطيع أن تمسح أية قاعدة أمريكية أَو صهيونية من الخريطة متى أرادت، وأن الزر الصاروخي بيدها لا بيد أحد سواها.
ومع هذا الرد العنيف، بدأت علامات التصدع تظهر بوضوح داخل الإدارة الأمريكية؛ فترامب تحت ضغط الهزيمة، هاجم الإعلام الأمريكي علنًا، متهمًا إياه “بتهشيم الروح المعنوية وتخوين القيادة”.
أما في الكيان الصهيوني؛ فقد بدأ المسؤولون منذ وقتٍ مبكر –كما نقلت عدة مصادر– يتباحثون سرًّا في كيفية إنهاء الحرب قبل أن تُنهيها إيران؛ تجنبًا لوقوع انهيار شامل.
وعلى مدى 12 يومًا من الحرب؛ لم تتوقف عمليات إيران الردعية وضرباتها التأديبية؛ بل كانت تشتد وتتعاظم، فيما بدا أن القرار الإيراني محسوم.. “لا وقف للهجوم حتى ترفع (تل أبيب وواشنطن) الراية البيضاء.
ووفقًا للمعطيات؛ قد فعلوا ذلك فعلًا، انهزم الثنائي “ترامب–نتنياهو”، ومعهما مشروع ما يسمى “الشرق الأوسط الجديد” بنُسخته الصهيونية.
الشوارع الإيرانية تعُجُّ بالمحتفلين ويهتفون بانتشاء: “انتصرنا.. لكن أيدينا لا تزال على الزناد”؛ فالنصر بالنسبة لهم لا يعني الركون؛ لأن في طهران يقظة دائمة بأن العدوّ لا ينسى، ولا يتراجع عن أطماعه، لكنه لا يُردَع إلا بالحديد والنار.
اللافت أن الخسائر التي منيت بها إيران لم تُخفِها القيادة؛ بل أكّـدت أن ما فقدته من قادة وعلماء ستعوّضه بأضعافهم، ويؤكّـدون أن القوة الإيرانية ليست مستوردة؛ بل مزروعة في تربتها، ومنسوجة في عقل شبابها، وما دمّـرته الحرب -كما قال المسؤولون- سيُبنى من جديد، بالأفضل والأقوى.
في المحفل الحافل، رفع المشاركون الذين ينتمون إلى مختلف شرائح الشعب الإيراني، بمن فيهم النساء والأطفال، العَلَمَ الإيراني وصور قائد الثورة الإسلامية وصور الشهداء، ورسائل مكتوبة بخط اليد تحمل شعارات مثل: “سنصمد حتى النهاية، أمريكا متواطئة في جميع جرائم الكيان الصهيوني”، و”لا للسلام المفروض، نعم للسلام الدائم، يا لبيك يا خامنئي”، وردّدوا شعارات مثل: “لا تنازل، لا استسلام، معركة ضد أمريكا”، و”الموت لأمريكا”، و”الموت لإسرائيل قاتلة الأطفال”. كما هتفوا بتأييدهم للقوات المسلحة وأكّـدوا على الوَحدة الوطنية للبلاد خلف قائد الثورة.
ومِن ساحات طهران نقلت وسائل الإعلام لوحة الشعب والقيادة؛ إذ كان التلاحم حاضرًا بقوة، والإيرانيون يجددون عزمهم واستعدادهم لاجتثاث أية خلايا عميلة في الداخل، ودفن كُـلّ مؤامرة قبل أن تُولد؛ أما أحلام “ترامب ونتنياهو” بإخضاع إيران وتغيير نظامها أَو منعها من تخصيب اليورانيوم؛ فقد دُفنت إلى الأبد، ومعها مشروعُ إجهاض البرنامج النووي والصاروخي السلمي والدفاعي.
إيران اليوم لم تخُض الحربَ لتصمد فقط؛ بل لتنتصرَ، وقد فعلت.. وها هي تعيد تشكيل معادلات الردع، وتعلن للعالم أن زمنَ تلقِّي الصفعات قد ولَّى، وجاء زمنُ توجيهِها، وبقوةٍ لا تترك للخصوم مجالًا للقيام من رُكامهم.