إيران تحتفل بالنصر.. بداية الأفول لعصر الهيمنة الأمريكية
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
24 يونيو 2025مـ – 28 ذي الحجة 1446هـ
تقاريــر ||محمد ناصر حتروش
يتلألأ فجر الانتصار في أفق سماء طهران، بعد معركة تاريخية استمرت لأكثرَ من أسبوعين مع ألدِّ أعداء الأُمَّــة، كَيانِ العدوّ الإسرائيلي، والولايات المتحدة الأمريكية، وكان الهدف من ورائها هو كسر عظم إيران، لكن أحلام الأعداء تلاشت، لتتجلى معها إرادَةُ قوة لا تُقهَر.
من ساحة الانتصار وسط العاصمة الإيرانية طهران، تتردّد أصداء هُتافاتِ الأحرار، في كُـلّ شارع، وحي، وفي كُـلّ زُقاق، لينهض الجميع من عمق الجراح، ليصنعوا من الألم دربًا للنجاح.
هي ملحمة تاريخية ستؤسِّسُ لما بعدها؛ فرهان المجرم ترامب على تدمير البرنامج النووي الإيراني السلمي خاب وخسر، ورهان المجرم نتنياهو على تغيير النظام في إيران خاب أَيْـضًا وخسر، وبدلًا عن أن تكون هذه المعركة مقدمة لإخضاع إيران واستسلامها كما كان يردّد ترامب، تحولت إلى كابوس مرعب للمغتصبين الصهاينة، وللأمريكيين في القواعد العسكرية بالمنطقة.. لقد رفع ترامب الراية البيضاء، ولاح في الأفق فجر انتصار جديد للأُمَّـة الإيرانية.
انتصرت إيران بقلوب صادقة، وبأحلام حقيقية؛ فصنعت لنفسها مسارًا في سماء الفخر، وأسَّست حُلْمًا تنسجُه الأجيال بيد من ذهب، وفي ظل محاولات الأعداء إحداثَ خلخلة في الصف الداخلي، وزرع الفتنة؛ فقد كانت وحدةُ الشعب الإيراني سِرًّا من أسرار القوة، ونبراسًا يضيء الطريق، وها هي إيران تطل على العالم، بحضور المخلصِين لتقول: أنا هنا، وقد انتصرت.
ومنذ ساعات صباح اليوم تدفقت الحشود من مختلف أرجاء طهران ومحافظات البلاد، رافعين الأعلام الإيرانية وصور القادة، وسط هُتافاتٍ تمجّد المقاومة، وتؤكّـد على استمرار الصمود في وجه المشاريع الصهيونية والأمريكية في المنطقة.
وبحسب مراسل قناة “المسيرة” علي جعفر فإن العاصمةَ الإيرانية طهران، وعدة محافظات أُخرى شهدت منذ ساعات الصباح تجمعاتٍ عفويةً وحاشدة، رفعت فيها الأعلام الإيرانية، وردّدت شعارات النصر والصمود، في أجواء تعبّر عن دلالات ورمزيات وطنية عميقة ترتبط بتاريخ الثورة الإسلامية.
ويقول جعفر: “هذه اللحظة ليست فقط انتصارًا عسكريًّا، وإنما هي لحظة تأكيد لهُوية وطنية لا تنكسر”، مؤكّـدًا أن احتفال بالانتصار يحمل رسائل متعددة، أبرزها أن الجمهورية الإسلامية في إيران لا تخضع للابتزاز وأن النصر لم يكن فقط في ميدان المعركة، بل أَيْـضًا في ميدان الإرادَة والسيادة.
من جانبه يؤكّـد الناشط السياسي الدكتور علي بيضون أن “إيران تمكّنت من فرض شروطها في الميدان السياسي والعسكري”، مُشيرًا إلى أن “اتّفاق وقف إطلاق النار، وعلى الرغم أنه غير مكتوب، إلا أنه نتج عن معادلة ردع فرضتها إيران بفعل عملياتها العسكرية الموجعة في قلب كيان العدو”.
ووفقًا لبيضون فإن “طهران أوضحت أنها لن تبادر بالتصعيد، لكنها سترُدُّ بقوةٍ على أي عدوان جديد، وهذا ما يؤكّـدُه الرئيسُ الإيراني السابق حسن روحاني الذي قال إن: “وقفَ إطلاق النار لا يعني بالضرورة نهاية التهديد”، داعيًا للحفاظ على الجهوزية الكاملة للاستخبارات والدفاع والأمن حتى مع وقف إطلاقِ النار.