الخبر وما وراء الخبر

محلل أمني يمني: تفكيك إيران شبكات العدوّ التجسسية تحوُّلٌ نوعي في مستقبل الصراع

19

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
22 يونيو 2025مـ – 26 ذي الحجة 1446هـ

أفاد رئيسُ تحرير الإعلام الأمني العقيد مجيب العنسي أن الحملاتِ الأمنيةَ التي قامت بها الأجهزةُ الإيرانية مؤخّرًا ضد شبكات التجسس التابعة للعدو الإسرائيلي داخلَ إيران تمثل “نقطة تحول نوعية واستراتيجية في معادلة الصراع الاستخباراتي”.

وفي حديثه لقناة (المسيرة)، أشار العنسي إلى أن هذه الشبكات “تم إعدادُها على مدى سنوات لزعزعة استقرار إيران في فترة حساسة”، موضحًا أن الشبكات المعقَّدة التي كشفت عنها إيران، والمكونة من أجهزة تجسس ثلاثية الأبعاد، هي “نتيجة تعاون وثيق بين أجهزة الأمن الإيرانية والوعي الشعبي”.

ولفت إلى أن هذه الشبكات لم تُجمع في يوم أَو ليلة، بل جرى إعدادُها بعناية فائقة عبر سنوات طويلة، وتحديدًا منذ انتصار الثورة الإسلامية، وكان يُرَادُ تفعيلُها في لحظةٍ مفصليةٍ تستهدفُ مؤسّسات الدولة.

وأوضح أن “الضربة الإيرانية الأخيرة لم تكن أمنية فقط، بل استخباراتية استراتيجية؛ إذ تسببت بخسارة فادحة للعدو الإسرائيلي على مستويَّين:- تمثل الأول في سقوط شبكات معلومات مركزية كانت تُستخدم لتحديد الأهداف داخل إيران وتأمين مصادر جديدة للمعلومات الميدانية التي استخدمتها طهران لاحقًا في تحديد أماكن بنى تحتية سيبرانية داخل الكيان الصهيوني نفسه”.

واعتبر العنسي أن “نشاطَ أجهزة المخابرات الإيرانية أنهت العمل الاستخباراتي لكيان العدوّ في الداخل الإيراني”، مؤكّـدًا أن العدوّ فقد “أعينه الداخلية” بعد أن تم اختراقُ خلاياه ورصد تحَرّكاتها وتعطيل بنيتها التنظيمية بالكامل.

وأكّـد أن هذه العملية أبرزت أهميّةَ التناغم بين الدولة والمجتمع في مجال الأمن، مضيفًا: “لن تتحقّق منظومة أمنية فعّالة دون وعي شعبي مستنير؛ فالمواطن الإيراني اليوم هو الركيزة الأَسَاسية للأمن، وما تحقّق هو نتيجةٌ للثقة والتعاون بين الشعب والجهات الأمنية”.

واختتم العنسي تصريحاته بالقول: إن “إيران دخلت مرحلة جديدة في العمل الاستخباري الوقائي المتقدم، وأثبتت أنها لا تكتفي فقط بالتصدي للمؤامرات، بل تحولها أَيْـضًا إلى أدوات للاختراق والهجوم المعلوماتي”.