الخبر وما وراء الخبر

ناشطون سياسيون لـ “المسيرة”: إيران تنتظر موقفًا إسلاميًّا عمليًّا تجاه العدوان الإسرائيلي

1

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
21 يونيو 2025مـ – 25 ذي الحجة 1446هـ

| محمد ناصر حتروش| المسيرة نت: تنعقد في العاصمة التركية أنقرة أعمالُ الدورة الـ51 لاجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، تحت شعار “منظمة التعاون الإسلامي في عالم متحوّل”.

ويأتي هذا الانعقاد في ظل مرحلة حساسة تمر بها المنطقة جراء العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واستمرار العدوان على قطاع غزة، والمخاوف من المآلات، لا سِـيَّـما إذَا ما دخلت أمريكا على خط المواجهة لتشاركَ العدوَّ الإسرائيلي عدوانَه على إيران.

ويعد الاجتماع واحدًا من أكثر اجتماعات المنظمة مشارَكةً على الإطلاق؛ إذ يشارك فيه نحو 1000 شخصية دولية، بينهم 43 وزيرَ خارجية وخمسة نواب وزراء يمثلون الدول الأعضاء، كما يشارك في الاجتماع ممثلون رفيعو المستوى من نحو 30 منظمة دولية، بينها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة الدول التركية، إلى جانب أجهزة وهيئات تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي.

وأكّـد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن هذا الانعقاد جاء بناءً على طلب إيراني، معربًا عن أمله أن يصدر عنه “بيان قوي وجيد للغاية”.

وفي السياق يطالب مدير مركز سونار للإعلام حسين مرتضى منظمات الدول الإسلامية بأن تنتقل من لغة التصريحات إلى اتِّخاذ خطوات ملموسة، مثل قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الكيان الصهيوني، و”هذا لو تم سيكون له تأثيرٌ مباشرٌ ومؤلم على كيان العدوّ الإسرائيلي”.

ويؤكّـد في حديثه لقناة “المسيرة” أن طهران أثبتت قدرتها على الوصول إلى العمق الإسرائيلي، مُشيرًا إلى أن “العمليات التي نفذتها حتى الآن كانت دقيقةً وذات أبعاد استراتيجية، مع أنها لم تُظهِر بعدُ كاملَ قدراتها”.

ويشدّد على أن “الدور التركي يتمتع بوزن إقليمي كبير، لكن عليه أن يتحول من الخطاب الإعلامي إلى التأثير العملي في مجريات الأحداث، خُصُوصًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على إيران”، لافتًا إلى أن “إيران تمتلك أوراقًا عديدةً لم تُفعَّل حتى الآن، من بينها عملياتٌ سيبرانية، وإحداث إرباك داخل الأوساط الصهيونية، إضافةً إلى قدرات صاروخية واسعة لم تدخل المعركة بعد”.

ويرى أن “أي حديث عن مفاوضات يجب أن يُسبَق بوقف العدوان الإسرائيلي على إيران”، مؤكّـدًا أن “طهران لن تقبل بالضغط السياسي والدبلوماسي تحت النار”.

ويحذر مرتضى الولاياتِ المتحدة الأمريكية من التورط المباشر في العدوان على إيران، مُشيرًا إلى أن “أية مشاركة غربية وأمريكية مباشرة على إيران ستُلجِئُ طهران إلى اتِّخاذ خطواتٍ حاسمة، من بينها إغلاق مضيق هرمز، وهو ما سيقلب موازين الصراع على مستوى العالم”.

وتتزايد المخاوفُ الدولية من توسُّع نطاق الحرب، لا سِـيَّـما إذَا ما تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في العدوان المباشر على إيران.

ويؤكّـد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، علي فيصل أن “الولايات المتحدة الأمريكية إذَا تورطت في العدوان على إيران، فَــإنَّها ستهدّد الأمن والسلم الدوليَّين”.

ويقول في حديث خاص لقناة (المسيرة): إن “الولاياتِ المتحدة تعملُ بالتنسيق الكامل مع (إسرائيل) في شنّ الهجمات العدوانية على إيران، مستخدمةً أقمارها الصناعية لمحاولة التشويش على الصواريخ الإيرانية”، مُضيفًا أن “واشنطن -رغم كُـلّ ما تقدمه من دعم لوجستي وعسكري واستخباراتي لكيان العدوّ- لا تزال متردّدة في الدخول المباشر في الحرب ضد إيران، لكنها تواصل تغذية الصراع”.

ويشير إلى أن “ما يقوم به العدوّ الإسرائيلي من عدوان عسكري ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو بمثابة جريمة حرب مكتملة الأركان، وَيتم بدعم أمريكي وأُورُوبي وأطلسي”، معتبرًا أن هذا التحالف العدواني هو الذي “يقوّض استقرار المنطقة”.

ويدعو فيصل المجتمع الدولي إلى “ضرورة اتِّخاذ موقف حاسم ضد الولايات المتحدة التي تمدّ الكيان الصهيوني بدعم لا محدود، ومحاسبة الكيانِ على جرائمه التي تهدّد الأمن العالمي”، منتقدًا ازدواجية المعايير الدولية؛ حَيثُ “تُغضّ الأطراف الدولية الطرف عن امتلاك الاحتلال الإسرائيلي مئات الرؤوس النووية، بينما تمارس ضغطًا مُستمرًّا على إيران، رغم إعلانها المتكرّرِ أنها لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي”.

وحول موازين القوى في المعركة الجارية يؤكّـد فيصل أن “إيران لديها القدرة على خوض حرب استنزاف طويلة الأمد ضد الكيان الصهيوني”، مُشيرًا إلى أن “الكيان هو المتضرر الأكبر من هذا النوع من الحروب، في ظل تفاقم الأزمات الداخلية، وتزايد معدلات الهجرة خارج كيان العدوّ”.

ويكشف عن تضرر الجبهة الداخلية لدى الكيان الصهيوني وارتباك المستوطنين الصهاينة إزاء العمليات الإيرانية التي ضاعفت الخسائر التي يتكبدها كيان العدوّ الإسرائيلي منذ بدء معركة (طوفان الأقصى) في السابع من أُكتوبر 2023م.