إيران تحطّم أُسطورة الأجواء.. ماذا يعني إسقاط ثلاث طائرات F-35 خلال 48 ساعة؟
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
14 يونيو 2025مـ – 18 ذي الحجة 1446هـ
لم تعد السماء ملكًا للأمريكي والصهيوني أَو الغربي؛ إذ وُلدت معادلة ردع عسكرية جديدة، ومن قلب طهران؛ فما حدث ليس مُجَـرّد خبر عسكري عابر، ولا حتى حادثة طارئة في ساحة الحرب.
ما حدث زلزال حقيقي في علم الحروب الحديثة؛ فخلال الساعات الأولى من المعركة، أسقطت الدفاعات الجوية الإيرانية ثلاث طائراتF-35 تابعة لسلاح الجو الصهيوني.
زلزال تقني، استراتيجي، ردعي، قلب معادلة السماء رأسًا على عقب، ومزّق الغلاف السحري لأكثر المقاتلات تطورًا في العالم، وعَـــدَّ القدرةَ على إسقاط الـF-35، مفاتيحَ اشتباك جديدة، يُعاد فيها تعريف السيادة الجوية، ويكسر فيها عمود التفوق الاستراتيجي للعدو.
نهاية احتكار السماء.. وسقوط نظرية الردع الجوي:
تُقدَّم الطائرةF-35 المقاتلة، في العقيدة العسكرية الأمريكية والإسرائيلية كـ”سلاح التفوق الجوي المطلق”، وتتمتع بتقنيات التخفي، والقدرة على التشويش، والاختراق العميق دون أن تُكتشف، وهي ثمرة أكثر من 400 مليار دولار في مشروع مشترك قادته الولايات المتحدة لسنوات، ويُعتبر رمزًا للجيل الخامس من المقاتلات.
وسقوط ثلاث منها بهذه السرعة وفي بداية المعركة، ليس فقط خرقًا لنظرية تفوقها، بل تفكيك علني لصورتها الأُسطورية التي رُسمت على مدى عقدَين.
وبحسب مصادرَ استخبارية وتقنية متقاطعة، فَــإنَّ الرادارات الإيرانية التي رصدت الطائرات الثلاث، ليست فقط متطورة، بل بعضها غير مُعلَن عنه حتى الآن، ومُصمَّم خصيصًا لرصد الأهداف “الشبحية”؛ ما يعني أن الجمهورية الإسلامية في إيران اخترقت المجالَ الذي يُفترَض أن طائرةF-35 تُخفِي نفسَها فيه: مجال الحجب التردُّدي متعدد الطبقات.
ووفقًا لمراقبين؛ فَــإنَّ الطائرة لم تُكتشَف بعدَ دخولها، بل منذ لحظة اقترابها، وتم تتبعها وتوجيه النيران إليها ضمن دائرة اشتباك مكتملة الأركان (رصد، تحديد، قفل، إطلاق، إصابة دقيقة)؛ ما يعني أنها ليست صدفةً، بل إنجاز عملياتي متكامل يُدلِّلُ على أن منظومةَ الدفاع الجوي الإيراني وصلت إلى مرحلة “الاشتباك الذكي”.
قتلى وأسرى ومجهولو مصير.. انهيار على مستوى الأطقم:
وطوالَ العقود الماضية، بنت الولايات المتحدة وكيان العدوّ الإسرائيلي عقيدتهما القتالية على مبدأ أن التفوق الجوي مضمون، وأن السماء تحت سيطرتهم الكاملة، وأن أي خصم أرضي لا يملك قدرة الرد.
لكن التطور الإيراني جاء منهيًّا زمن التفوّق الجوي المطلق؛ فمن بين الأطقم الثلاثة للطائرات، هناك “قتلى، وأسرى، ومفقودو أثر”؛ ما يعني أن خسارة هذه الطائرات، يعد تفريغًا مباشرًا لمخزون النخبة من الطيارين الذين تدرّبوا على هذا السلاح لعقود.
ووفقًا لتقاريرَ عبرية؛ فطائرات “F-35” لا يقودها طيارون عاديون، بل نُخبة النخبة؛ ما يجعل الخسارة أفدح من أن تُقاس بالمال أَو المعدات؛ لأَنَّها المرة الأولى، التي تقف طائرةF-35 عاجزةً أمام بيئة قتالية نشطة، وتُسقَطُ كما تُسقَطُ طائرات الجيل الرابع في حرب تقليدية.
هذا الأمر -بحسب مراقبين- لا يُحرِجُ فقط الصناعاتِ العسكرية الأمريكية والغربية، بل يهزّ أركان الاستراتيجيات التي بنت عليها “واشنطن وتل أبيب” سطوتهما الجوية.
وباتت المسألة ليست فقط في عدد الطائرات، بل في التوقيت والدقة والنوعية؛ فأَنْ تُسقِطَ إيرانُ ثلاثَ طائراتF-35 خلال 48 ساعة؛ يعني أننا أمام محطة فاصلة في تاريخ الردع الجوي.
إعلان عملي يؤكّـد أن ما كان يُعدّ عصيًّا على السقوط أصبح مكشوفًا، وأن “الشبح” فقد قدرته على التسلل، وأن من كان يخترق السماء بلا حساب أصبح هدفًا قابلًا للانكشاف والسقوط.
وبينما لا تزال واشنطن تُخطِّطُ لتطويرِ طائرات الجيل السادس، يبدو أن الشرقَ –وتحديدًا طهران– قد بدأ فعليًّا بكتابة شروطِ المرحلة القادمة من الحرب الجوية.