الخبر وما وراء الخبر

العدوّ يتأرجح بين الهجرة العكسية وانعدام “الوافدين”.. الردع اليمني كورقة ضغط مركّبة

4

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
10 يونيو 2025مـ – 14 ذي الحجة 1446هـ

تتسبّب العمليات اليمنية المُستمرّة على كيان العدوّ الصهيوني، بإحداث خللٍ في مسارات البقاء والقدوم والمغادرة من وإلى فلسطين المحتلّة، حَيثُ يتأرجَحُ العدوّ بين انهيار السياحة وانعدام الوافدين من جهة، وزيادة معدلات الهجرة العكسية من جهةٍ أُخرى؛ بسَببِ المخاوف التي تفرزها جبهة اليمن.

الإعلام الصهيوني أقر مجدّدًا بانهيار السياحة وفقدان المطارات المحتلّة حيويتَها في استقبال الوافدين، وفي مقابل ذلك يزداد أعداد المغادرين لأرض فلسطين، رغم ارتفاع أسعار النقل الجوي والمخاطر المحيطة بشركات الطيران “الإسرائيلية” التي ما تزال تعمل؛ ما يشير إلى أن الردع اليمني جعل خيار الغاصبين الوحيد، المغادرة لتفادي الأخطار الأكثر خطورة.

وفي السياق ذكرت صحيفة معاريف العبرية أن “السياحة في (إسرائيل) تنهار، وعدد الزائرين في مايو 2025 انخفض بنسبة 69 % مقارنة بعام 2023”.

وفي الجهة المقابلة من هذه الحالة المتردية، اعترفت الصحيفة العبرية بأن “نسبة الهجرة من (إسرائيل) ارتفعت إلى 718.3 ألف بزيادة 28 % مقارنة بالعام الماضي”؛ ما يؤكّـد أن الجبهة اليمنية زادت من تآكل الكيان الصهيوني الداخلي وفرضت تهديدًا وجوديًّا لقطعان الغاصبين. أكثر من أي وقت مضى، رغم وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية التي أسّست مداميك الهجرة العكسية من فلسطين المحتلّة.

ولفتت “معاريف” إلى أن “مغادرة (الإسرائيليين) تتم عبرَ شركات الطيران (المحلية) رغم ارتفاع الأسعار؛ بسَببِ إلغاء الشركات الأجنبية رحلاتها”؛ ما يؤكّـد أن وظيفةَ مطارات العدوّ الوحيدة باتت تفويجَ قطعان الغاصبين إلى خارج فلسطين المحتلّة، دون أن يهتموا للغلاء الطارئ في أسعار التذاكر؛ باعتبَار الأهم هو الهروب من التهديدات اليمنية.

وفي السياق أكّـدت صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية الصهيونية، أن “أزمة الحرب وسقوط الصاروخ اليمني في مطار (بن غوريون) الشهر الماضي تفاقم أسعار تذاكر الطيران بنسب مرتفعة”، منوّهةً إلى أن “سبب ارتفاع أسعار الرحلات الجوية هذا الصيف عدم عودة شركات الطيران الأجنبية؛ بسَببِ استمرار التهديد من اليمن”.

ولفتت إلى أن “بيانات شركات السفر تظهر أن أسعار تذاكر الطيران هذا الصيف، سترتفع خلال فترة يونيو – أغسطُس بنسبة 26 %”؛ ما يشير ضمنيًّا إلى مساعٍ لتخفيف وتيرة الهجرة العكسية عبر رفع أسعار تذاكر الطيران.

وأوضحت أن أسعار تذاكر السفر إلى العاصمة التايلاندية “بانكوك” ارتفعت بنسبة 63 %، وإلى مدينة برشلونة الإسبانية ارتفعت 46 %.

هذه المعطيات وغيرها، تؤكّـد أن الردعَ اليمني القائمَ على فرض حصار جوّي شامل، بات يشكل ورقة ضغط اقتصادي وحيوي، فضلًا عن كونه تهديدًا وجوديًّا للكيان “الإسرائيلي”.