بداية النهاية للوهم الإسرائيلي
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
9 يونيو 2025مـ – 13 ذي الحجة 1446هـ
بقلم// غيداء شمسان غوبر
بعد أعوام من الصبر الذي ظنه البعض سكونا، ومن الهدوء الذي حسبه الأعداء ضعفا، ومن الترقب الذي اعتقدوه استسلاما… جاء الرد لم يكن بدوي المدافع في العلن، ولا بصخب الطائرات في السماء، بل كان صاعقة صامتة، زلزالا استخباراتيا، ضربة قاصمة تعيد تعريف موازين القوى.
إن ما أعلنته مصادر للتلفزيون الإيراني حول تمكن الاستخبارات الإيرانية من الحصول على آلاف الوثائق الحساسة الخاصة بمنشآت “إسرائيل” النووية، ليس مجرد خبر عابر، بل هو تطور بارز ذو تبعات مهمة للغاية هذه ليست مجرد معلومات، بل هي كنوز من الأسرار، خبايا الوجود، التي كانت تعد حصناً منيعً للكيان.
إنها ضربة في قلب الأمن الاستراتيجي، تفضح هشاشة الجدران، وتعري زيف التحصينات إنها ليست قوة السلاح الظاهر، بل قوة العقل الخفي، وقدرة الاختراق التي تحول كل جبروت إلى وهم، وكل حصانة إلى سراب.
الكشف عن هذه الوثائق، قبل رد طهران على المقترح الأميركي، وفي ظل التهديدات الأميركية – الإسرائيلية المستمرة، ليس مجرد تسريب للمعلومات إنه رسالة مشفرة، إنذار صاعق، يعلن بوضوح أن ما يمكن أن ترد به طهران، حال تعرضها لعدوان، يفوق التوقعات بكثير.
إنها تشير إلى قدرات خفية، وإلى بنك أهداف معلوماتي، يمكن أن يشعل المنطقة بطرق لم تخطر على بال المعتدين لقد اهتزت أركان الأمن المزعوم، وتصدعت جدران الوهم التي بناها الكيان على دماء الأبرياء.
فكيف لأمن أن يستقر، بينما أسراره في أيدي خصومه؟ كيف لجبروت أن يدوم، بينما خباياه مكشوفة؟ إن هذه الضربة الاستخباراتية تعيد رسم خريطة الردع في المنطقة، وتلقي بظلال الشك على كل تهديد، وتجبر المعتدين على إعادة حساباتهم ألف مرة قبل الإقدام على أي حماقة.
إنها بداية فصل جديد في صراع الإرادات، حيث لم يعد السلاح التقليدي هو الفيصل الوحيد إنها معركة العقول، ومعركة الأسرار، ومعركة الصبر الذي يخبئ تحت رماده عواصف لا تبقي ولا تذر.
فليعلم القاصي والداني أن زمن الحصانة قد ولى، وأن زمن المحاسبة قد بدأ، وأن ما يمكن أن تخبئه طهران تحت رماد الصبر، سيبقى ككابوس يقض مضاجع من ظن أنه يمكن أن يقتل ويدمر ويهجر دون أن يدفع الثمن.