الخبر وما وراء الخبر

أمريكا تسحب حاملة الطائرات “ترومان” وتجرّ أذيال الهزيمة

1

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
19 مايو 2025مـ – 21 ذي القعدوة 1446هـ

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية رسميًّا سحبَ حاملة الطائرات “يو إس إس هاري ترومان” من المنطقة، وجرّ أذيال الهزيمة، بعد تعرّضها لـ33 استهدافًا من قبل القوات المسلحة اليمنية أسفرت عن سقوط ثلاث مقاتلات من طراز إف-18.

وأعلن موقعُ “ستارز آند سترايبس” العسكري الأمريكي أن حاملةَ الطائرات “ترومان” غادرت المنطقةَ عقب “مهمةٍ حافلةٍ بالأحداث”، في إشارةٍ إلى التهديدات العملياتية اليمنية التي طالت الحاملة، والتي بلغت خلال خمسين يومًا 25 عملية، في إطار مواجهة الجولة الثانية من العدوان الأمريكي الذي أعلنه ترامب منتصف مارس الماضي قبل أن يعلن الاستسلامَ والانسحاب.

ونقل الموقع عن المتحدث باسم ما يسمى “الأسطول السادس”، تيم غورمان قوله: إن “ترومان” والمدمّـرة “جيسون دونهام” والطراد “غيتيسبيرغ” تتواجد حَـاليًّا في منطقة عمليات الأسطول التي تشمل البحر الأبيض المتوسط.

وأشَارَ موقع “ستارز آند سترايبس” إلى أن صورًا فضائيةً أظهرت “ترومان” و”غيتيسبيرغ” أثناء عبورهما قناة السويس شمالًا نحو المتوسط السبت الماضي، وبمغادرة “ترومان” باتت حاملةُ الطائرات “فينسون” الوحيدةَ المتبقيةَ في المنطقة.

وفيما حاول قائدُ “الأسطول السادس” التقليل من وقع الهروب المذل للحاملة، ووصف إبحارها في الأبيض المتوسط بـ”الروتيني”، صرّح مسؤول بوزارة الحرب الأمريكية “البنتاجون” لموقع “بزنس إنسايدر” المتخصص في الشؤون العسكرية بأن “هاري ترومان” سوف تواصل رحلة العودة إلى ولاية فرجينيا.

وبهذا طوت أمريكا إحدى صفحات الهزائم التي تعرضت لها أمام اليمن، فيما أخذت الحاملة ترومان نصيب الأسد من العمليات اليمنية، ليتمكّن اليمن من طرد رابع حاملة بعد “أيزنهاور – روزفلت – إبراهام لينكولن”.

ويأتي هروبُ الحاملة في وقتٍ لا تتعرض فيه لأية تهديدات بعد وقف العدوان على اليمن وانسحاب أمريكا من معركة حماية العدوّ الصهيوني؛ ما يشير إلى أنها خرجت عن الخدمة.

قد تتعدد الأسبابُ التي أجبرت “ترومان” على المغادرة، ما بين تعرضها لأضرار مباشرة، وفقدانها لوظيفتها بعد أن تمكّنت القوات المسلحة اليمنية من فرض تكتيك قتالي اعتمد على ضبط توقيت الاستهداف، بالتزامن مع التحَرّكات الأمريكية لشن اعتداءات واسعة على بلادنا، وهو ما كان يخلق حالة من الاضطرابات في صفوف العدوّ؛ لينجم عن ذلك إفشالُ المخطّطات العدوانية، فضلًا عن إسقاط ثلاث من الطائرات الحربية المتطورة “إف-18”.

مسؤول أمريكي كان قد صرّح مطلع الأسبوع الجاري لقناة “الجزيرة” القطرية، بأن البحرية الأمريكية لن تستبدل الحاملة “ترومان” بأُخرى، وهو ما يؤكّـد أن واشنطن وصلت إلى قناعة بأن حاملات الطائرات لم تعد تجدي نفعًا في أية معركة ضد القوات المسلحة اليمنية؛ نظرًا للمعادلات التي فرضتها وتمكّنت من خلالها تحويل الحاملات إلى مصدر عبء مالي وعسكري وأمني على الولايات المتحدة.

وبسحب الحاملة وإعادتها إلى “فرجينيا”، تتبقّى للبحرية الأمريكية حاملةُ طائرات وحيدة في المنطقة “فينسون”، والتي استهدفتها القواتُ المسلحة اليمنية 4 مرات في إبريل الفائت، وحيّدت دورَها بعد أَيَّـام قليلة من استقدامها، حَيثُ كانت الولايات المتحدة تخطّط لجعلها منطلقًا لعمليات أمريكا العدوانية القادمة من البحر العربي، في محاولة لتشتيت التركيز اليمني المكثّـف على “ترومان”، غير أن القدرات اليمنية كانت كفيلةً بمهاجمة الحاملتَين معًا وإفشال مخطّطات العدوان على اليمن.