الخبر وما وراء الخبر

كيان العدوّ في طوق الحصار اليمني.. إحباط مخطّط احتلال غزة

3

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
14 مايو 2025مـ – 16 ذي القعدوة 1446هـ

يرسمُ اليمنُ تاريخًا جديدًا في المواجهة المحتدمة ضد كَيان العدوّ الإسرائيلي، في حالة استثنائية لم يألفْها العربُ من ذي قبل، وهم الذين اعتادوا الهزائمَ أمامَ جيش الاحتلال باستثناء حزبِ الله المقاوِم وفصائل المقاومة في غزة.

من خارج سياجِ حدود فلسطينَ المحتلّة، فضَّل العربُ الانحناءَ أمام العواصف العاتية لكيان العدوّ، وتكميم أفواههم حولَ كُـلّ الجرائم التي تُرتَكبُ في فلسطينَ المحتلّة أَو في لبنانَ، ومؤخّرًا في سوريا، بل تجاوزت بعضُ الأنظمة حالةَ الصمت والخنوع إلى التواطُؤِ وطَعْنِ القضية الفلسطينية في الظَّهر.

ومن بين رُكَامِ الحرب، خرج الماردُ اليمني، مفاجِئًا الداخِلَ والخارِجَ في إسنادِه لغزة، في موقف عروبي بطولي لم تتصدَّرْه الساحة العربيةُ من ذي قبل؛ فاليمن هو الوحيدُ الذي أقلق المغتصِبين بطائرةِ (يافا) المسيَّرة، وهو الذي أدخلهم إلى الملاجئ بفعل الصواريخ الفرطِ صوتية المتنوعة، وهو الذي تمكّنَ من حِصارِ الكَيانِ المؤقَّت في البحر الأحمر ولفترةٍ طويلة جِـدًّا، وهو اليوم يفرِضُ على الكيان الحصارَ الجوي، في تجربةٍ رائدةٍ لا مثيلَ لها في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.

في التداعيات البارزة للحصار البحري اليمني على كيان العدوّ تم إغلاقُ ميناء “أُمِّ الرشراش” تمامًا، وتعطَّلت تجارةُ الكَيان مع القارة السمراء الإفريقية وبلدانٍ كثيرةٍ في جنوب وجنوب شرق آسيا، فازداد التضخم، وارتفعت الأسعار، وأصبح العدوَّ “كيانًا” حبيسًا لا منفذ لها من البحر الأحمر.

وعلى الرغم من الدعم الأمريكي اللامحدود للكيان لفك الحصار البحري عنه، إلا أنه فشل في نهاية المطاف، وبدلًا عن الاستمرار في العدوان الذي لا قيمة له، اتجه ترامب للتخلي عن الكيان المؤقت، مفضلًا أن يريح أعصابه من المخاطر التي تتهدّد حاملات الطائرات، ومسيرات إم كيو 9، والتكلفة التشغيلية المهولة لطائرات الشبح B2، قائلًا بكل وضوح: “لقد وجَّهنا ضرباتٍ موجعةً للحوثيين، لكنهم أثبتوا بأنهم شجعان”.

يقول المحللون والخبراء الاستراتيجيون: “لقد تمكّن اليمنيون بنجاح من تحييد أمريكا عن مساندة العدوّ الإسرائيلي.. هذه معجزةٌ؛ فقد كان ترامب يأملُ بتحييد اليمن عن جبهة غزة”.

التفاصيل كثيرة، وتحتاجُ إلى مجلدات، للحديث عن عملياتِ اليمن في البحر الأحمر، ضد حاملات الطائرات الأمريكية وقِطَعِها الحربية، وهو درسٌ لا يستوعبه إلا الراسخون في العلم، لكن ما حدث هو انتصارٌ استراتيجي كبيرٌ ستدرُسُه الأجيالُ القادمةُ بكل فخرٍ واعتزاز.

الحصار الثاني.. إغلاق مطار [بن غوريون]

لا يتحَرّك اليمنيون بشكلٍ عشوائي، أَو بطريقةٍ غيرِ منظمة؛ فكلُّ خُطُواتهم مدروسة، وعندما ينتقلون من خطوةٍ إلى أُخرى تكونُ مفاعيلُها أكثرَ تأثيرًا ووَجَعًا على العدوّ، والدليلُ على ذلك، خطوتُهم الموفَّقة بإغلاقِ مطار اللُّـد المسمَّى صهيونيًّا [بن غوريون].

معظم الرحلات توقفت، والعدوّ يعيش في مأزِقٍ كبير، حتى محاولةُ توجيهِ ضربات مؤلمة على اليمن لا قيمةَ لها، لعدة عواملَ من أبرزها البُعْدُ الجغرافي، وصعوبةُ تحريك الطيران إلى اليمن، في حين أن اليمنيَّ يلجأُ إلى سلاحِ الصواريخ الفرط صوتية، لتثبيتِ مفاعيل حصاره.

يضعُ اليمنيون حَلًّا واضحًا لإيقاف عملياتِ القوات المسلحة [أوقِفوا العدوانَ والحصار على غزة لنتوقفَ، ما لم فسنواصلُ الإسنادَ بلا خوفٍ أَو تردّد أَو وجل].

التأثيراتُ والتداعياتُ على إغلاق المطار الصهيونية كثيرةٌ ومتعددة؛ فيهودُ الشتات على سبيل المثال عاجزون عن زيارة كَيانِ احتلالهم إما لأسباب أمنية أَو بسَببِ التكاليف الباهظة للطيران، واللوحات الرقمية في مطارات العالم أصبحت تُملَأُ باللون الأحمر عند الحديث عن الرحلاتِ إلى [تل أبيب].

هذا الكلامُ ليس لأي محلل سياسي، بل هو منسوبٌ لـ [معاريف] العبرية، من أهم الصحف التابعة للعدو الإسرائيلي، والتي تؤكّـد أن العملياتِ اليمنيةَ الأخيرة على مطار اللُّـد تسببت في إصاباتٍ وأضرارٍ مادية، وأدَّى لاحقًا إلى توقُّف مطارات أُورُوبا وأمريكا عن استقبال أَو إرسال رحلات إلى [تل أبيب] بشكلٍ مستقر.

يعيشُ الكيانُ اليومَ في مرحلة حرجة جِـدًّا؛ فموانئُه في جنوبي فلسطين المحتلّة مغلقةٌ، والأبوابُ الجوية شبهُ موصدة، وفي الوقت الذي تزدادُ فيه الهجماتُ الصاروخيةُ على المطار، ترتفعُ أسعار التذاكر، وما يحدث في الكيان اليوم ليس فقط أزمة أمن، وإنما أزمة هُوية واستمرارية، والكلامُ هنا لـ “معاريف” العبرية.