النساء المتظاهرات في عدن بصوت مكلوم: الاقتصاد تدهور وأصبحنا بلا كرامة
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
11 مايو 2025مـ – 13 ذي القعدوة 1446هـ
تتعالى الأصوات في مدينة عدن المحتلة رفضاً لسياسة التجويع والإفقار التي تنتهجها حكومة المرتزقة بضوء أخضر من الاحتلال الإماراتي السعودي.
ويثبت خروج النساء إلى الشوارع للمطالبة بإصلاح الخلل الاقتصادي والأخلاقي عن حجم المعاناة لأبناء المحافظات المحتلة، مع تصاعد ارتفاع الأسعار، وانقطاع صرف الرواتب، وما ترتب عليه من تدني في معيشة المواطنين على كافة المستويات.
وبصوت مكلوم، مليء بالقهر، تقول مدير عام الإدارة العامة لتنمية المرأة بمحافظة عدن سابقاً أفراح جابر في مقطع فيديو تم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “نحن نظل ننتظر الراتب أكثر من شهر ونصف.. لقد أصبحنا بدون كرامة داخل بلادنا، وداخل وطنا”، ثم تقول امرأة أخرى معززة كلام أفراح: “الاقتصاد تدهور.. الأخلاق تدهورت”.
صوت المتظاهرات المكلوم الذي لا يخلو من الألم والحسرة على ما آلت إليه أحوالهن وأحوال تلك المحافظات المحتلة، لم يكن مجرد هتاف عابر، بل كان صرخة تعبير عن واقع اقتصادي انهار تحت وطأة فساد المرتزقة الذين يصنعون الأزمات المتتالية، مما جعلهنّ يفتقدن أساسيات الحياة، وأصبحن يعشن في حالة من البؤس المستمر.
تفاصيل هذه التظاهرات تتجلى في قصص يومية لنساء يعانين الفقر والبطالة، وأسر مثقلة بالديون، وأطفال لا يجدون ما يأكلون، في بلدٍ يعاني من انعدام الخدمات وتدهور العملة.
ووصف ناشطون يمنيون الخروج النسائي “بالموقف الشجاع” الذي يحمل في طياته تراكمًا من الألم والغضب نتيجة لتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها المواطنون في مختلف المحافظات المحتلة، وكذلك نتيجة لسياسة التجويع والإفقار التي تمارسها حكومة المرتزقة ضد أبناء تلك المحافظات.
وخلال الاحتجاجات رددت المشاركات هتافات تطالب بتوفير الكهرباء والمياه وصرف المرتبات، وحلّ مشاكل التربويين وعودة العملية التعليمية، وانتشال “العملة المزيفة التابعة لحكومة الفنادق” من الانهيار المتواصل، محملات المرتزقة كامل المسؤولية عن الأوضاع الكارثية التي تعيشها عدن والمحافظات المحتلة.
ويتصدر إصلاح خدمات الكهرباء، والمياه، مطالب المتظاهرات والمواطنين في عدن، حيث يسود الغضب العارم جراء الفساد الحاصل، ونهب الموارد من قبل فصائل الارتزاق القابعة في فنادق الخارج.
وتعيش عدن أوضاعاً غير مسبوقة، حيث تُقطع الكهرباء لأكثر من 20 ساعة يومياً، إلى جانب توقف ضخ المياه في كثير من الأحياء، ما فاقم من معاناة الأسر.
ورسمت المتظاهرات في عدن لوحة صمود نسائية نادرة، تذكّر الجميع بأن الكرامة لا تُباع ولا تُشترى، وأن الاقتصاد يجب أن يكون وسيلة للحياة، لا سبباً للمعاناة، حيث كانت هذه المظاهرة درساً واضحاً لكل المرتزقة، بأن صوت النساء يجب أن يُسمع، فهن العصب الحقيقي لهذا الوطن.