الخبر وما وراء الخبر

اليمن يُعلم أمريكا درساً قرآنيّاً

2

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
30 أبريل 2025مـ – 2 ذي القعدوة 1446هـ

بقلم// إبراهيم مجاهد صلاح

في واحدة من أكثر الصور القرآنية بلاغةً ودهشة، يقول الله تعالى لنبيه موسى عليه السلام {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ} هذا الخطاب لم يكن توجيهاً إلهياً لموسى فقط، بل درس خالد في أن الطغيان مهما بلغت قوته، فإنه آيل إلى زوال، وأن الغطرسة العسكرية لا تنجو من مصير الغرق إذا ما واجهت شعباً مؤمناً بقضيته، ومستعداً للتضحية في سبيلها

ها نحن اليوم، نرى مشهد البحر مرةً أخرى، لكن هذه المرة في مياه البحر الأحمر، حيث باتت القوات الأمريكية تجد نفسها في موضع غير مألوف، فبعد عقود من السيطرة على البحار والمحيطات، ها هي تُجبر على مواجهة واقع جديد فرضته العمليات العسكرية اليمنية. وقد جاءت هذه العمليات كرد مباشر على إستمرار العدوان والحصار المفروض على الشعب اليمني، وأيضاً تضامناً مع ابناء الشعب الفلسطيني المظلوم وخصوصاً ما يحدث في غزة

لقد وقف اليمن بقائده وشعبه وجيشه ، على حافة البحر كما وقف موسى عليه السلام ، ففي سكون البحر الأحمر برز العدل المتلهف لقتال الجور ، برز الحق الذي لا تضل بوصلته ، والقدر الذي يأبى إلا أن يُعيد سيرة الغارقين في زهو القوة ، لقتال الباطل

ما يجري في البحر الأحمر، هو تحول استراتيجي يثبت أن منطق الهيمنة لم يعد مطلقاً ، ولم يعد البحر حكراً على الاساطيل التي كانت تجوب العالم بأسم (الردع )، لقد باتت حاملات الطائرات الأمريكية تُرغم على التراجع أو تتعرض لأعطال غامضة، كما تصفها البيانات الأمريكية، وهي في الحقيقة، حسب ما تؤكده القوات المسلحة اليمنية، نتيجة ضربات دقيقة ومباشرة ، هذه العمليات لم تكتفِ بإرباك التحركات البحرية الأمريكية، بل أحدثت صدمة في مراكز صنع القرار، إذ لم يكن في حسبانهم أن اليمن الذي اشرفوا على تدميره خلال إثنى عشر عاماً بالتدمير والحصار ، اليمن الفقير في ظاهره الغني بإيمانه ،سيرفع راية المواجهة ويقول الأمريكي ومن وراءه أن البحر لنا كما هو البر ، وأن البحر الذي سلكتموه لتتسلطوا سيغدو مقبرتكم بإذن الله

الادعاءات الأمريكية بشأن الطائرات التي تتساقط في البحر بعد كل عملية تنفذها القوات المسلحة اليمنية على حاملات الطائرات الأمريكية ، هي حجج العاجز حين يُهزم ،وذرائع الكبر حين تُصفع ، بأيادي يمنية وثقت بوعد الله القائل “وكان حقاً علينا نصر المؤمنين” ، فلا هناك مجال للتكهنات ولا للتجميل الاعلامي ، لأن صورة الغرق تكتمل شيئاً فشيئاً ، والامواج اصبحت أعلى من أن تُركب ،وأقسى من أن تُروض

وكما هي الصورة الحقيقية واضحة بأن البحر أصبح حجيم على الأمريكي ، فأن السماء أيضاً لم تعد آمنة للطائرات الأمريكية، خاصة بعد أن نجحت الدفاعات الجوية اليمنية في استهداف أكثر من اثنان وعشرون طائرة أميركية مُسيرة حديثة من نوع MQ9وإسقاطها، وتهديد الرئيس مهدي المشاط الأخير بخصوص طائرة الشبح

المعادلة الجديدة التي فرضها اليمن، تشبه كثيراً مشهد موسى وفرعون. ففرعون الذي كان يُلاحق المستضعفين بقوته وجنوده، لم يكن يتصور أن البحر سيكون نهايته،واليوم، الولايات المتحدة بقوتها العسكرية المتضخمة، تواجه المصير ذاته وخسارتها ستكون إنهيار لإسطورة التفوق المُطلق

“اترُكِ البَحرَ رهواً”هي رسالة لنبي الله موسى، لكنها أيضاً رسالة لكل المستضعفين بأن لا تخافوا من قوة الطغاة، فالحق حين يتكئ على الإيمان والعزيمة، يُسقط الجبابرة ويغرق جيوشهم كما سيفعل اليمن بأمريكا إن شاء الله قريباً