الخبر وما وراء الخبر

الصواريخ الباليستية..رواجم اليمن التي يخشاها العالم..خصائص ومديات وأعدادات اشعلت مسرح الحرب ونفثت نارها في الشرق الأوسط

148

صاروخ بالستي من طراز قاهرام تو استهدف تجمع للمرتزقة في المهاشمة بمحافظة الجوف وصاروخ بالستي من طراز قاهرام تو ايضا استهدف معسكر للمرتزقة في #مارب، لم تعد الرواجم الباليستية مجرد ضربات صاروخية لقد تجاوز المسرح العسكري بشكل كامل وهذا التجاوز يحتاج الى تفنيد تحليلي علمي.

​البدايه :

لا توجد قوة صاروخية تطلق الصواريخ ببساطة بمشيئتها وعند إرادتها فكل تصرف يحتاج إلى قرار وطني مستقل وواعٍ و مدرك فيما يتعلق بالهدف المراد تحقيقه والاستراتيجية المستهدفة وبالنسبة لمنطقة الجزيرة العربية و الشرق الأوسط و خصوصاً بالنسبة لليمن فإن الاستراتيجية اليمنية الأساسية من وراء أي قوة صاروخية هجومية يتم العمل على تطويرها تكمن في خلق عامل ردع وهيمنة في وجه عدو متفوق عسكرياً على مختلف الصعد والمجالات من أجل تعزيز قوة القرار وخلق مهابة للسيادة في الحاضر والمستقبل وهذا مايرعب اعداء اليمن بالمنطقة.

ولأن اليمن قد خطى خطوات كبيرة وناجحة في مجال تطوير الصواريخ البالستية لم تعد القضية بالنسبة للسعودية والامارات والكيان الصهيوني مجرد محاولات من قبل اليمن لتضييق الفجوة بين القدرات العسكرية لدول التحالف الغازي و بين اليمن، وإنما تحول اليمن إلى خلق برامج ومناهج مطورة لشن حرب تصنيع وتحديث وعمليات صاروخية بما في ذلك التسليح والاستراتيجيات والتكتيكات الأفضل والاعتماد على وسائل هجومية أخرى لتحقيق درجة عالية من الأضرار والتدمير في عمق العدو و ضد أهداف تصنف بالحساسة و الهامة دون الاخذ باي حسابات اخرى.

بناءً على ما سبق ولأن السعودية تعي تماماً أن أي دفاع صاروخي غير قادر على التعامل مع جميع الاستراتيجيات اليمنية المحدثة دائماً التي يتبعها اليمن فمن الضروري أن يتم اختيار الملامح الدفاعية التي ستحمي أهم منشآت الدولة وأكثرها حيوية (كمنشآت البتروكيماويات -حقول النفط – مراكز القيادة والسيطرة والتخزين التابعة للجيش والحرس الوطني) والشروع في تطوير منظومة دفاعية متكاملة ضد الصواريخ البالستية اليمنية تستلزم إلى جانب زيادة بطاريات الصواريخ الموكل إليها التعامل مع القوة الصاروخية اليمنية بشكل مباشر أن تتوفر بنية تحتية خاصة يمكنها أن تشمل مجموعة من الوسائل بدءاً من صور الأقمار الاصطناعية لمراقبة نوايا اليمن و تحركاته و للمساعدة على الإعداد المناسب والملائم للدفاعات وانتهاءً بالإجراءات الدفاعية التي يمكنها أن تلعب دور فعال في التقليل من حجم الخسائر البشرية وفي إعادة تأهيل الأهداف الهامة التي قد تتعرض لهجوم صاروخي يمني واسع يؤدي إلى تعطيلها و إخراجها من المعركة تماما.

كل هذه الاجراءات والتعزيزات والترتيبات من قبل تحالف الغزاة وخصوصا السعودية لمواجهة الصواريخ اليمنية بائت بالفشل الذريع تماماً.

الترسانات الصاروخية اليمنية و خصائص مسرح العمليات :

تظهر الترسانات الصاروخية اليمنية عادةً أربعة أشكال من الأداء و الخصائص المستهدفة ينبغي أخذها في الاعتبار عند تقويم احتياجات الدفاع الصاروخي اليمني في منطقة العمليات التي باتت اقليمية كون الصواريخ اليمنية تجاوزت الالف كيلومتر شمال وشرقاً.

الخصائص هي :

مدى الفئات الصاروخية اليمنية المختلفة التي فاجأت دول التحالف العداوني الاقليمية والدولية .
عدد الصواريخ التي تم إطلاقها بصورة متتالية أو متزامنة او متقطعة ولكن بغزارة ببعض الاحيان .
نوعية استراتيجية الهجوم الصاروخي بما في ذلك المناطق والاتجاهات التي ستهاجم في الوقت نفسه والتي خلقت رعب نفسي وانهيار معنوي لدى الغزاة اضافة الى تحقيق التوازن الكامل ثم تجاوزه ايضا وهذا التجاوز الذي كسر كل الخطوط الحمراء اصبح ورقة يمنية مرعبة ضد الغزاة وخصوصا النظام السعودي.
زيادة قدرة الرأس الحربي التدميرية للصواريخ اليمنية بكل مرحلة والقدرة الذاتية على تجنب الدفاعات الغازية “الباتريوت” و التملص منها.
الاعتبارات الاستراتيجية المتعلقة بأعداد الصواريخ اليمنية :

عندما فكرّت قيادة القوة الصاروخية اليمنية جدياً بشن هجوم صاروخي فعال وبغزارة وليس فردية فيجب علينا أن ندرك انها ترتكز على كمية كبيرة من الصواريخ في ترسانتها وذلك لدعم أهدافها القصيرة وبعيدة المدى بحيث تبقى منظومات الدفاع الصاروخي الغازية عاجزة عن مجاراة وتيرة إطلاق الصواريخ الباليستية من الجهة اليمنية الهجومية وهذا بدوره يترجم ان الجهة المهاجمة “اليمن” قادر على إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ بشكل متزامن أو متتالي بفواصل زمنية قصيرة نسبياً و هذه العملية تسمى بالإغراق الصاروخي المرحلي و التي تؤدي إلى نتيجتين هامتين الأولى ذكرناها آنفاً وهي عدم الثقة بالمنظومات الدفاعية على مجاراة وتيرة الإطلاق أما النتيجة الثانية فهي ذات طابع تقني وتتعلق بفضح فشل تطور منظومات الدفاع الصاروخي لدى الغزاة التي باتت مثيرة للسخرية نتيجة الفشل الكبير امام الصواريخ اليمنية إذ كل الرادارات الامريكية المنصوبة بالاراضي السعودية عجزت عن معالجة المشكلة الكبرى في اعتراض الصواريخ اليمنية ونزع الاعتبار من السعودية بعدم قدرة الاعتراض هو هزيمة قاسية بحد ذاته.

لاشك ان الزيادة في حجم الترسانة الصاروخية اليمنية تزداد نتيجة الحاجة لدى اليمن للزيادة في عدد صواريخها الهجومية و بالعودة إلى حسابات الاشتباك من الدرجة الأولى يظهر أن معدل عدد الصواريخ الهجومية لكل فئة صاروخ بالستي يمني تجاوزت الكمية المتوقعة لدى استخبارات الغزاة وهذا فشل استخباري غازي ذريع ومرير فكلما اظهرت المؤسسات العسكرية واستخبارية الامريكية والصهيونية والسعودية وغيرها تقارير عن الاعداد والمدى والخصائص للصواريخ اليمنية كلما بعثت القوّة الصاروخية اليمنية رسالة خاصة وواضحة لحرق كل التقارير.

رسائل صاروخية تقول ان ما تملكه القوة الصاروخية اليمنية الهجومية لايعلم به احد وإن الرقم الذي تذكره مجمل المصادر عن عدد صواريخ سكود و أشباهه في الترسانة اليمنية هو أكثر من 500 صاروخ (بعض المصادر ترفع الرقم إلى الألف) فهذا يعني أن أمريكا والسعودية والكيان الصهيوني وغيرها من الدول المعادية فشلت في تحديد الاعداد والخصاص والمديات التي لازالت قيد السريّة نتيجة التطوير والتصنيع الجاري في مجمع التصنيع الحربي اليمني.

الجنون والهستيريا لدى النظام السعودي والاماراتي ان السرّية اليمنية حول برنامج الصواريخ يدفعها الى المحاولة لامتلاك اعداد كبيرة من الصواريخ الاعتراضية وان فشلت ولكن يحاولون بيأس في ذلك من أجل تحقيق التوازن ما بين القدرة الهجومية اليمنية الصاروخية و القدرة الدفاعية الصاروخية لدى دول العدوان بالإضافة إلى أن العدد الكبير من الصواريخ الاعتراضية يستلزم توفير عدد كافٍ من منصات الإطلاق و قد يزداد الأمر صعوبة ورعب في حال قرر اليمن تدشين خط انتاج للصواريخ الباليستية بعيدة المدى وهذا يعني وفرة هائلة من الصواريخ مما يجعل اي هجوماً متزامناً يمنيا على مسارين مختلفين الأمر الذي سيجبر النظامين السعودي والاماراتي بتجزئة قوة الدفاع الصاروخي اللتان تمتلكهما لاستخدامهما على مسارين ما سيزيد عدد الصواريخ الاعتراضية المطلوبة بصورة كبيرة جدا في خطوة بائسة وفاشلة واثبتت فشلها على مدى 3 اعوام.

هذه الصعوبة خلقها امرين”الاعداد الكبيرة من الصواريخ بعيدة المدى والتطور التقني للصواريخ” وخصوصا ان اليمن نجح في تدشين خط انتاج للصواريخ الباليستية قصيرة المدى، وهذه تفسر رغبة اليمنيين الشديدة على امتلاك قوة صاروخية هجومية غزيرة لاسقف لها تسحق العدو سحقه لايقوم بعدها ابداً، لذلك زادت الشكاوى السعودية والاماراتية المرفوعة لمجلس الامن والامم المتحدة من الصواريخ اليمنية فالامر بات يتجاوز حرب اليوم واصبحت النظرة للمستقبل اكثر من اي وقت مضى هدفها منع تحوّل اليمن الى دولة اقليمية تعتمد على قوتها الصاروخية التي تطال كل مكان بالمنطقة.

أ.احمد عايض احمد

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com