الخبر وما وراء الخبر

الرئيس “الصّمّــــــــاد” والمحاربون القدامى. الحلقــــــــــة الثالثة والأخيرة.

29

بقلم / فاضل الشرقي.

في الليلة التي استشهد فيها الأخ صالح علي الصّمّادأجريتُ معه في الساعة الـ 9 مساءً- تقريبًا- اتصالاً هاتفياً، وعندما حضرنا في تشييع جثمانه الشّريف أخبرني أحدُ مرافقيه أنّ آخرَ مكالمة واتصال للرئيس كان معي.. اتصلتُ به التمس واطلب منه العذرَ عن موقفٍ حصل أثناء زيارته لنا، فكان ردُّهُ أخويًا، وموموقفُه قُــرْآنياً وإيْمَـانياً بامتياز، ثمّ قلتُ له: معي لك زامل. قال: تفضّل سمّعني. قلتُ له:
جينا نطيب خاطرَك وأولادنا تفديك
والأمر لك تالي وسالف.

الحق لك واحنا معك ونفوسنا ترضيك
والحكم لك عاده وسالف.

قال: “أمانه عيده عليّ، لأجل أكتبه وأجاوب عليك”، فأمليته عليه وكتبه، وقال:(أمانة إنك أحرجتني وإني عرقت من الحياء) وأضاف: “اعذرني يا أخي نحن لا نتواصل ولا نستخدم التلفون كثيراً؛ بسبب أولئك الملاعين وطوايرهم يترصدون كُـلّ شيء”.

لقد كان الرئيس الصمَّـاد شخصية عظيمة جداً، وقد تحدث عنه السيد القائد في تأبينه ووفاه حقه، فهو أعرفُ به منّا، لقد كان رجلاً ملئ قلبُه إيْمَـاناً وخشيةً وطاعة لله، فكان على وعيٍ عالٍ، وتسليمٍ مطلَق للسيد القائد يكاد يتميز به على غيره من سائر المشرفين، وكان رجلاً كريماً وشهماً وشجاعاً مقدَاماً، جمع بين العِلم والوعي والثقافة والسياسة والحرب والسلم.. ولقد نقَشَ اسمَه وذكره في قلوب كُـلّ اليمنيين واليمنيات، وأحبه وبكى عليه الجميع، واحتشدت لأجله مئاتُ الآلاف من الجماهير الأحرار الأوفياء، ولقد كانت شهادتُه عظيمةً جداً سيُحيي بها اللهُ الشعبَ، وسيكون دمه طوفاناً جارفاً يحرِّرُ اللهُ به اليمنَ واليمنيين من الغزاة والمحتلين، إنه على كُـلّ شيء قدير.
لقد أراد العدوُّ قتْلَ الصمَّـاد وسحقَه من الوجود، لكنه أحياه وخلّده رمزاً كبيراً وقائداً عظيماً لكل الأُمَم والشعوب، وكل الأحرار هم صالح الصمَّـاد كما قال السيد القائد “يحفظه الله” وبشهادته أعطى للقضية زخمَها وحيويتَها ونشاطَها، وأعطاها دَفعاً قوياً للأمام، وخفّف بشهادته الآلام والمعاناة عن كُـلّ اليمنيين والمكلومين وخَاصَّة أهالي وأسر الشهداء والأسرى والجرحى فبشهادته هانت كُـلّ المصائب، ورخصت كُـلّ التضحيات.

فسلامُ الله عليه وعلى جميعِ شهدائِنا الأبرارِ ، وإنَّا على خُطَاهم سائرون، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com