الخبر وما وراء الخبر

أوراق خاسرة

23
بقلم/ د. فاطمة بخيت

كأوراق الخريف تتساقط ورقة تلو ورقة، وكلما حاولوا استخدام ورقة فشلوا وجربوا الأخرى، لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل حتى تعرت الشجرة الملعونة وأصبح قبحها واضحاً للعيان ولكل سكان هذه الأرض لما ترتكبه من جرائم بحق الأبرياء في دول العالم الإسلامي عامة،

وبحق هذا الشعب المظلوم طيلة ستة أعوام خاصة. تلك الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية والتي لم تكن لترتكبها لولا تخطيط ودعم الشيطان الأكبر، وإنشاؤه للتنظيمات الإرهابية كوسيلة ومعين لغزو البلدان وتمزيقها وتفتيتها وتدميرها، تحت مسميات دينية وطائفية لتشويه الإسلام، وغزوه واحتلاله لتلك البلدان بأقل التكاليف بعدما خسر الكثير بغزوه العراق وأفغانستان.

جنودٌ يحاربون بالوكالة، والبقرة الحلوب هي من تعقد الصفقات بأبهظ الأثمان، لشراء المرتزقة والأسلحة الأكثر تطوراً وأشد فتكاً من مختلف أنحاء العالم، لقتل من لا ذنب له سوى أنّه رفض مشاريعهم الشيطانية.

وعندما عجزوا عن إخضاع هذا الشعب وإركاعه، وبعدما شاهدوا قيامه من نكباته أكثر قوة وصلابة، لجؤوا إلى تصنيف من يقوم بحمايته والذود عن حياضة بالمنظمة الإرهابية، لحرف البوصلة عن تلك الجرائم الوحشية التي تُرتكب ليلاً ونهاراً، وهرباً من تداعيات العدوان والحصار اللذين تسببا في أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر، حتى لا يتمكن أبناء هذا الشعب من المطالبة بالقصاص العادل ممن قتلهم ودمر أرضهم وحرمهم قوتهم ومسكنهم.

إنّ صرخة هذا الشعب في وجه العدوان الظالم وتصنيفاته لم تكن عن ألم أرواح عانت طيلة سنوات العدوان؛ بل كانت انعكاساً طبيعياً لتلك الأرواح التي أخذت على عاتقها الذود عن الدين والأرض والعرض، وردة فعل من يأبى الذل والخنوع والاستسلام، فكان ذلك أقل ما يمكن أن يفعله مقابل ذلك التصنيف الذي ﻻ يعدو كونه خداعا لعقول البشر واستغفالهم.

فشل تصنيفهم، لكن ليس عن طريق تصريح بايدن بإلغاء التصنيف الأمريكي تجاه المدافعين عن أرضهم وعرضهم بالإرهابيين، فما هو إلا دمية من الدمى بيد الصهيونية العالمية تحركه من خلف الستار؛ بل لأنّها لم تر أنّ هناك جدوى من ذلك التصنيف؛ لأنّه ارتطم بنفوس صلبة وشامخة كشموخ جبال هذه الأرض الطيبة التي لا يقبل أبناؤها إلا الحياة بعزة وكرامة مهما كان حجم التضحيات.

فشل تصنيفهم، كما فشل عدوانهم وخططهم ومخططاتهم، وكما قال الشهيد القائد سلام الله عليه: “لو وقف اليمن ليصرخ صرخة في أسبوع واحد، لحولت أمريكا كل منطقها، ولعدّلت كل منطقها، ولأعفت اليمن عن أن يكون فيه إرهابيون”.

ستصبح كل إمكاناتهم هشة وضعيفة في مواجهة الصمود اليماني، وما لم يتمكنوا من تحقيقه خلال سنوات العدوان على الرغم من العتاد والعدة الهائلة؛ لن يحققوه ولا حتى بعد عشرات السنين. (وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com