الخبر وما وراء الخبر

جريمة اغتيال الحمدي… ماذا بعد؟

79

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 29 نوفمبر 2019مـ -2 ربيع الثاني 1441ه ]

بقلم المجاهد/ فاضل الشرقي

أفضل تحقيق علمي وموضوعي حول جريمة اغتيال الشهيد/ ابراهيم الحمدي، هو التحقيق الوثائقي الذي أجرته قناة الجزيرة وصدر تحت عنوان “الغداء الأخير”، ويليه المؤتمر الصحفي لدائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة, وفي حقيقة الأمر أن كليهما لم يقدما جديدا، ولم يكشفا مخفيا في هذا الملف، وكل ما قدم معروف لدى جميع أبناء الشعب اليمني، وهي حكايات طالما رددها وحكاها وقصها علينا الآباء والأجداد، والأمهات والجدات، وكل عجوز في اليمن تعرف كل هذه المعطيات والتفاصيل، وتجيد الحديث عن الأدوار المختلفة للقتلة بدءا بالهديان، والنظام السعودي، والمخابرات الدولية، والمقدم أحمد الغشمي، والرائد علي عبدالله صالح، والكل يعرف شعبيا أنه المنفذ الفعلي المباشر لجريمة الأغتيال، وحتى اللحظة لم يقدم أي شيء مادي آخر غير ما ذكر، بل ويتحدثون أكثر عن الخلاف الشديد بين الحمدي والشيخ عبدالله الأحمر، وغيرها من القضايا والأحداث التي شهدها اليمن تلك الفترة، فالرئيس الحمدي كان قائدا عسكريا شعبيا جماهيريا يعرف عنه المواطنون التفاصيل الكثيرة.

ملف اغتيال الحمدي هو ملف سياسي، والجريمة هي جريمة سياسية أمنية استخباراتية لا يمكن أن تمر وتحدث من قبل شخص أو شخصين، بل وراءها جهاز منظم، وتمت بضوء قبلي أخضر والا لما كان لها أن تحصل، ومعروف كيف تم زحلقت العرشي والارياني, ومن قبل من؟ ولماذا؟ الا أنها التقت في موضوع الرئيس الحمدي أيادي داخلية وخارجية ورغبة وارادة مشتركة لتصفيته، وتصفية مشروعه، وهذا ما حدث بالفعل.

تحدث تقرير التوجيه المعنوي عن دور لجهاز الأمن السياسي، الأمن والمخابرات حاليا، الأمن الوطني سابقا، حيث وردت الاشارة إلى محمد خميس الذي كان رئيسا للجهاز آنذاك، ولهذا ستجدون التفاصيل كاملة في أروقة هذا الجهاز، وجهاز الاستخبارات, هذه الأجهزة يجب عليها أن تتكلم وأن تقول شيئا، ويجب أن يتحول ملف جريمة اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي إلى قضية وطنية وسياسية وانسانية، ويخرج من طور الحكايات والقصص الشعبية والحزبية، والتوظيف السياسي إلى دائرة الضوء، وسلطات القضاء والمحاكم، وتكشف التفاصيل الكاملة، وتحدد لائحة المتهمين والمشتبهين والضالعين، وتتبنى الدولة جديا هذا الملف وتتعامل معه دستوريا وقانونيا ليس إلا، فالوقت والظروف مواتية، وفي أحسن أحوالها، هذا باختصار شديد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com